هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الدليل الإستثماري الوحيد الذي ستحتاجه على الإطلاق‘‘ بقلم أندرو توبياس.
هناك أسباب مقنعة لإستثمار جزء كبير من أموالك في الأسهم:
- على النقيض من السندات، توفّر الأسهم على الأقل إمكانية مواكبة التضخّم، حتى لو لم تتحقّق هذه الإمكانية دائماً بأي حال من الأحوال. بمجرد تحديد سعر الفائدة على السند، يصبح الأمر محدداً. فقد يرتفع سعر الخبز إلى عشرين دولاراً للرغيف، ولن تدفع السندات سنتاً واحداً أكثر في شكل فائدة. ولكن الشركة التي تخبز الخبز قد تتمكن ـ ربّما ـ من الحفاظ على أرباحها، وتوزيعاتها النقدية، في إرتفاع متزامن مع التضخّم.
- على المدى الطويل – وقد يكون طويل الأمد للغاية – سوف تتفوّق الأسهم على الإستثمارات ’’الأكثر أماناً.‘‘ والسبب هو أن أسعار الأسهم والسندات يتم تحديدها في السوق المفتوحة – والسوق، على المدى الطويل، يكافئ المخاطرة. في الفترة من عام 1926 إلى عام 2021، كان إجمالي معدّل العائد السنوي المركّب الذي كان من الممكن أن تحصل عليه من شراء سندات الخزانة الأميركية الخالية من المخاطر 3.6%؛ وكان العائد من سندات الشركات الأكثر خطورة قليلاً 5.8%؛ وكان العائد من الأسهم الممتازة 10.1%؛ وكان العائد من أسهم الشركات الصغيرة أعلى من ذلك.
كان معدّل التضخّم السنوي المركّب خلال نفس الفترة 2.9%. فإن إستثمار 1,000 دولار في سندات الخزانة خلال تلك الفترة الزمنية كان لينمو إلى 28,785 دولاراً، وإلى 211,904 دولارات في سندات الشركات، وإلى 9,328,145 دولاراً في الأسهم الكبيرة، بل وحتى أكثر من ذلك في الأسهم الصغيرة!
لا تنسَ أن هناك فترات طويلة من خمس وعشر سنوات كانت متداخلة بين تلك الأعوام الخمسة والتسعين، والتي كان من الأفضل لك خلالها لو إستثمرت في السندات أو حتى في حساب توفير.
على سبيل المثال، في الفترة من سبتمبر/أيلول 1929 إلى يونيو/حزيران 1932 (فترة الكساد الكبير)، هبطت سوق الأسهم الأميركية بنسبة 83%. وكان أداء الأسهم الأصغر حجماً أسوأ، حيث خسرت 92% من قيمتها. إذا كان هذا يبدو وكأنه تاريخ قديم، فقد خسرت الأسهم الكبيرة 43% من قيمتها بين يناير/كانون الثاني 1973 وسبتمبر/أيلول 1974 (بسبب حظر النفط عام 1973)، وتعرضت الأسهم الصغيرة لضربة قاضية بنسبة تزيد على 70% في السنوات الست من أواخر عام 1968 إلى أواخر عام 1974.
وفي الأونة الأخيرة، ربما لاحظت أن مؤشر ناسداك إنخفض من 5,049 في مارس/آذار 2000 إلى 1,114 في أكتوبر/تشرين الأول 2002، أي بإنخفاض بلغ نحو 78%. كان السبب وراء ذلك جزئياً هو أن مؤشر ناسداك كان مسيطراً عليه عدد قليل نسبياً من أسهم الفقاعات التكنولوجية العالية. ولكن حتى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P500) الأكثر تمثيلاً كان متراجعاً بنسبة 50%.
في الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2007 ومارس/آذار 2009، ومع إنهيار سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، إنهارت سوق الأسهم العالمية إلى حد كبير. فقد إنخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 55%. وأخيراً، مع ظهور فيروس كورونا في أوائل عام 2020، إنخفض مؤشر داو جونز بنسبة 35% في شهر واحد!
ولكن الزمن كفيل بشفاء كل الجراح. فحين إحتفلت بورصة نيويورك بمرور 200 عام على تأسيسها في مايو/أيار 1992، كان بوسعها أن تعلن أن الشخص الذي يشتري أسهماً في كل الشركات المدرجة في البورصة في أي يوم من أيامها كان ليحقق أرباحاً على مدى أي فترة تمتد لخمسة عشر عاماً، وكان ليتفوّق على السندات وحسابات الإدخار على مدى أي فترة تتجاوز عشرين عاماً!