فتحت والدتي حساب جوائز في يناير 2009 (أي قبل 15 سنة) وأودعت فيه مبلغ ألف دينار على أمل بأن تفوز بأحد السحوبات الشهرية أو السنوية. وطبعاً، لم تفز بشيء وقامت قبل شهر، بطلب مني، بسحب المبلغ بالكامل وإغلاق الحساب. فهي لم تخسر شيئاً على الورق ولكنها خسرت الفرصة لتحويل هذا المبلغ من ألف دينار إلى أكثر من 7 آلاف دينار، بربح يفوق ال6 آلاف دينار.
في وقت فتح الحساب كان والدي (رحمة الله عليه) لا يزال على قيد الحياة وهو كان المسؤول عن شؤون والدتي المالية. ويمكن بإيعاز منه (أو مني حلماً بالثراء السريع)، فتحت والدتي المطيعة الحساب وأودعت فيه هذا المبلغ، وتركناه. وبعد وفاة والدي توليت أنا زمام الأمور في إدارة شؤون والدتي المالية، ولكن غاب عني وجود هذا الحساب لأننا، بكل بساطة، نسيناه. والآن أنا ندمان على ما كان ممكن أن يتحقق لو تم وضع هذا المبلغ (الزائد عن الحاجة) في الإستخدام الصحيح.
كمثال، لو تم إستثمار هذا المبلغ في صندوق مؤشر (S&P500)، وهو عبارة عن مجموعة أسهم في كبرى الشركات الأمريكية، لتضاعف المبلغ الأصلي من ألف دينار إلى أكثر من 7 آلاف دينار. هذا لأن، بالصدفة، في سنة 2009 وصل مؤشر السوق الأمريكي إلى أدنى مستوى له بعد الأزمة المالية هناك في سنة 2008. وأنا لم أقل هنا لو تم إستثمار هذا المبلغ في شركة أبل أو أمازون أو مايكروسوفت أو فيسبوك أو جووجل الخ لأنني في وقتها لم أكن أعلم، ولا زلت لا أعلم، أي شركة ستتفوق في ال15 سنة القادمة. ولكن صندوق المؤشر هذا ثابت ومضمون على فترات طويلة نسبياً ويمكن لأي شخص أن يستثمر فيه من غير الحاجة إلى رأس مال كبير.
بكل حقيقة، هذا كان حدود معرفتنا في وقتها وكنا ضحية لآلة البنوك التسويقية. ولكن الآن أنا أعرف الأفضل وسوف أنصح والدتي بأن تتبع الطريقة الحصيفة في إدارة أموالها. فبالإضافة إلى مقالي السابق عن هذا الموضوع، أكرر نصيحتي للناس وهي تجنب إستخدام حساب الجوائز كحساب توفير أو كوديعة ثاتبة ولكن أن يستخدم كحساب جاري للمصروفات اليومية فقط وترك المبالغ الأكبر لحسابات أخرى.