هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘ بقلم جي ال كولينز.
صناديق المؤشرات مخصصة للأشخاص الكسالى فقط، أليس كذلك؟ لا. الإستثمار في صناديق المؤشرات هو للأشخاص الذين يريدون أفضل النتائج الممكنة. يعتقد بعض المستثمرين أن مع القليل من الجهد والذكاء في إختيار الأسهم الفردية و/أو صناديق الإستثمار التقليدية، يمكن للأشخاص الأكثر إجتهاداً أن يفعلوا ما هو أفضل.
في مقالي السابق، عرّفتكم على جون بوجل، مؤسس أول صندوق مؤشر في العالم. وإليكم ما قاله عن التفوّق على السوق بنجاح: ’’أنا أعمل في هذا المجال منذ 61 عاماً ولا أستطيع القيام بذلك. ولم أقابل أبداً أي شخص يمكنه القيام بذلك. ولم أقابل أبداً أي شخص إلتقى بأي شخص يمكنه القيام بذلك.‘‘ ولا أنا أيضاً. هذا الواقع قد أدركه منذ عقود مضت في أطروحته عندما كان طالباً، ولم تؤدّ العقود التي قضاها يعمل في هذا المجال إلا لتأكيد ذلك: إن شراء جميع الأسهم الموجودة في مؤشر السوق يتفوّق بشكل موثوق ومستمر على الإدارة المهنية، خاصة عند أخذ التكاليف بعين الإعتبار.
المفهوم الأساسي للإستثمار في صناديق المؤشرات هو أنه نظراً لأن إحتمالات إختيار الأسهم التي تتفوّق في الأداء ضئيلة للغاية، فسيتم تحقيق نتائج أفضل من خلال شراء كل سهم في مؤشر معيّن. وعلى نحو متزايد على مدار الخمسين عاماً الماضية، منذ إطلاقه لأول صندوق مؤشر، تم تأكيد صحة فكرة بوجل مراراً وتكراراً. الحقيقة القاسية هي أنني لا أستطيع إختيار الأسهم الفردية الرابحة ولا يمكنك ذلك أيضاً. ولا تستطيع الغالبية العظمى من الذين يزعمون أنهم يستطيعون ذلك. إنها مهمّة صعبة للغاية ومكلفة وحمقاء. إن التواضع لقبول هذه الحقيقة سوف يفعل المعجزات لقدرتك على تجميع الثروة.
حتى أن هناك مدرسة فكرية تشير إلى أن المستثمرين المتميزين (من أمثال وارين بافيت وبيتر لينش) هم بكل بساطة محظوظون، لأن الأبحاث تشير إلى أن 1% فقط من كبار مديري الأموال يتفوّقون في الأداء، وفي الحالات النادرة التي يفعلون ذلك، فمن الصعب التمييز بين المهارة والحظ. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يزال الكثير من الناس يقاومون فكرة الإستثمار في صناديق المؤشر؟ أعتقد أن هناك الكثير من العوامل النفسية وراء ذلك ولكنني سوف أذكر بعض الأسباب في مقالي القادم.
