هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘ بقلم جي ال كولينز.
في مقالي السابق، قدّمت لكم رؤية متفائلة للغاية لسوق الأوراق المالية وإمكانياتها لبناء الثروة. كل ما كتبته صحيح ولكن هذا أيضاً صحيح:
معظم الناس يخسرون أموالهم في سوق الأوراق المالية!
هذه هي الأسباب:
1. نعتقد أنه يمكننا توقيت السوق
في حين أن الخروج عندما يكون السوق مرتفعاً والعودة عندما يكون السوق منخفضاً يبدو جذاباً للغاية، إلا أنه من المستحيل القيام به. والحقيقة هي أننا عادة نشتري بسعر مرتفع ونبيع بسعر منخفض، ونُصاب بالذّعر عندما تكون الأوقات صعبة ونشتري عندما يرتفع السوق.
وهذا ينطبق علينا جميعاً. في السنوات الماضية، ظهرت العديد من الأبحاث الأكاديمية لدراسة سيكولوجية المستثمرين. وللأسف النتائج ليست جيدة. يبدو أننا غير مؤهلين نفسياً لتحقيق الإزدهار في سوق متقلّبة. ولكن الحل هو الإرادة والوعي والجهد لفهم هذا السلوك المدمّر وقبوله ومن ثم تغييره.
2. نعتقد أنه يمكننا إختيار الأسهم الفردية
لا يمكنك إختيار الأسهم الرابحة. لا تشعر بالسوء فأنا لا أستطيع ذلك أيضاً ولا حتى المحترفين في هذا المجال. كون هذه القدرة نادرة جداً هي السبب الرئيسي وراء شهرة القلّة القليلة التي يمكنها ذلك على ما يبدو (مثل وارين بافيت وبيتر لينش). في بعض الأحيان نستطيع إختيار سهم ويحلّق بعدها. كم هو شعور جميل ولكن من المستحيل القيام بهذا العمل سنة بعد سنة. حتى التغلّب على المؤشر بشكل طفيف على أساس سنوي أمر صعب للغاية. ولهذا السبب أستخدم صناديق المؤشرات للقيام بالعمل الشاق في محفظتي الإستثمارية.
3. نعتقد أنه يمكننا إختيار أفضل مديري صناديق الإستثمار
صناديق الإستثمار النشطة تدار من قبل مديرين محترفين، على عكس صناديق المؤشرات التي تتبع المؤشر بشكل مباشر. تثبت الدراسات أن القليل من مديري الصناديق سيتفوّقون على المؤشر بمرور الوقت. وبينما يمكننا أن نرى بوضوح تلك التي نجحت في الماضي، لا توجد طريقة للتنبؤ بمن سينجح في المستقبل. تحمل كل نشرة إصدار للصناديق الإستثمارية هذه العبارة: ’الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية.‘ إنها الجملة الأكثر تجاهلاً في الوثيقة بأكملها ولكنها أيضاً الأكثر دقة.
4. نحن نركّز على حركة الأسعار ونتجاهل الأداء الفعلي للشركات
سوق الأوراق المالية هو في الواقع شيئين مرتبطين ولكنهما مختلفان للغاية:
- الشركات التشغيلية الفعلية التي يمكننا أن نمتلك جزءاً منها.
- قطع الورق المتداولة التي ترتفع وتنخفض أسعارها بشدّة بين لحظة وأخرى. هذا هو سوق التقرير اليومي لسوق الأوراق المالية. هذا هو السوق الذي يتحدث عنه الناس. هذا هو سوق التقلّبات اليومية التي تدفع المستثمرين العاديين إلى الجنون. هذا هو السوق الذي، إذا كنت ذكياً وترغب في بناء الثروة بمرور الوقت، سوف تتجاهله تماماً.
عندما تنظر إلى السعر اليومي لسهم معيّن، من الصعب جداً معرفة مقدار السعر التشغيلي للشركة. ولهذا السبب يمكن أن تنخفض قيمة الشركة يوماً ما، ثم ترتفع في اليوم التالي. إنه كل هؤلاء المتداولين الذين يتنافسون لتخمين قيمتها. ولأغراضنا، ما يهمّنا أن الأعمال التشغيلية الحقيقية هي التي تدفع السوق إلى الإرتفاع بمرور الوقت.