لماذا يجب عليك التفكير مرّتين قبل توظيف مستشار مالي

هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘  بقلم جي ال كولينز.

كما ذكرنا سابقاً، إن إدارة أموال الآخرين هو عمل كبير جداً، وبالنسبة لأولئك الذين يشاركون فيه، فهو عمل مربح للغاية. نظراً لأن الإستثمار وإدارة الأموال يمثّلان أمراً مخيفاً للغاية بالنسبة للعديد من الأشخاص، فهناك أيضاً حاجة واضحة لذلك. تبدو هذه الأمور المالية معقّدة للغاية، وليس من المستغرب أن يرحّب الكثير من الناس بفكرة تحويلها إلى محترف، والذي نأمل أن يحصل على نتائج أفضل.

ولكن لسوء الحظ، لا يحصل معظم المستشارين على نتائج أفضل. يبدو الإستثمار معقّداً فقط لأن الصناعة المالية تبذل جهوداً كبيرة لجعله يبدو معقّداً. والواقع أن العديد من الإستثمارات معقّدة. ولكن كما تفهم الآن، فإن الإستثمارات البسيطة في صناديق المؤشرات ليست أسهل فحسب، بل إنها أكثر فعالية.

المستشارون باهظون الثمن في أحسن الأحوال وسوف يسرقونك في أسوأ الأحوال. إذا إخترت طلب المشورة، فأطلبها بحذر ولا تتخلى أبداً عن السيطرة. إنها أموالك ولن يهتم بها أحد أفضل منك. لكن الكثيرين سيحاولون جعلها ملكهم. لا تدع ذلك يحدث. وعندما أقول مستشاري الإستثمار، فأنا أشير أيضاً إلى مديري الأموال ومديري الإستثمار ومديري الثروات والوسطاء ومندوبي مبيعات التأمين وما شابههم. أي وجميع الذين يكسبون أموالهم من إدارة أموالك.

الآن، أنا متأكد من أن هناك العديد من المستشارين الصادقين والمجتهدين الذين يعملون بجد والذين يضعون إحتياجات عملائهم قبل إحتياجاتهم الخاصة. ولكن ها هي المشكلة:

  • بحكم التصميم، تتعارض مصالح المستشار ومصالح عملائه من الناحية الهيكلية. هناك أموال كثيرة يمكن جنيها من بيع إستثمارات معقّدة محمّلة بالرسوم أكثر من تلك التي يمكن جنيها من إستثمارات بسيطة ومنخفضة التكلفة.
  • النصائح السيئة (ولكن بنيّة حسنة) مشكلة مزمنة في هذا المجال. المستشارون الذين يضعون مصالح عملائهم قبل مصالحهم نادرون، ومن ثم عليك أن تجد شخصاً جيداً بالفعل.
  • لا ينجذب المستشارون إلى أفضل الإستثمارات، بل إلى الذين يدفعون أعلى العمولات ورسوم الإدارة. وفي الواقع، كثيراً ما تجبرهم شركاتهم على بيع هذا النوع من الإستثمارات. إن مثل هذه الإستثمارات، بحكم تعريفها، مكلفة للشراء والإمتلاك. والإستثمارات الباهظة الثمن في شرائها وإمتلاكها هي، بحكم تعريفها أيضاً، إستثمارات سيئة.

دعونا نلقي نظرة على كيفية كسب مستشاري الإستثمار لأموالهم، وكيف تعمل كل طريقة ضدك. بشكل عام، هناك ثلاثة طرق:

  1. العمولات: يتم الدفع للمستشار في كل مرة تقوم فيها بشراء أو بيع إستثمار. المشكلة هنا تكمن في عمليات البيع والشراء المتكررة لتوليد العمولات.
  2. نموذج الأصول تحت الإدارة: فرض رسوم إدارية سنوية ثابتة تتراوح من 1% إلى 2% من إجمالي أصول العميل. المشكلة هنا أن هذه الرسوم تمثل عائقاً كبيراً أمام نمو ثروتك على المدى البعيد. تعتبر عوائد الإستثمار ثمينة، وفي ظل هذا النموذج يقوم المستشار الخاص بك بإستخلاص الصفوة له.
  3. رسوم بالساعة: إذا كنت حقاً بحاجة إلى نصيحة، فهذه هي الطريقة الأكثر مباشرة لدفع ثمنها. أنت أقل عرضة للغش، ولكن لا يزال أمامك التحدي المتمثل في معرفة ما إذا كانت النصيحة نفسها ستكون جيدة أم سيئة لصحتك المالية.
  4. مزيج مما سبق.

إذن ما هي نصيحتي لإختيار مستشار جيد؟ لا أعلم. ربما يكون القيام بذلك أكثر صعوبة من إختيار الأسهم الفائزة أو صناديق الإستثمار المُدارة بشكل نشط. إذا كنت مستثمراً مبتدئاً، فلديك خياران:

  1. يمكنك أن تتعلم كيفية إختيار مستشار.
  2. يمكنك أن تتعلّم كيفية إختيار الإستثمارات الخاصة بك.

كلاهما يتطلب الجهد والوقت. لكن الخيار الثاني لا يوفر نتائج أفضل فحسب، بل هو المسار الأسهل والأقل تكلفة. المفارقة الكبرى في الإستثمار الناجح هي أن البساطة أرخص وأكثر ربحية. الإستثمارات المعقّدة لا تفيد إلا الأشخاص والشركات التي تبيعها.

تذكر أنه لن يهتم أحد بأموالك أفضل منك. وبجهد أقل من إختيار مستشار، يمكنك أن تتعلم كيفية إدارة أموالك بنفسك، بتكلفة أقل بكثير ونتائج أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top