ثلاثة أنواع من الإستثمار: كيف تختار الأفضل لمستقبلك؟

هذا المقال مقتبس من رسالة وارين بافيت لمساهمي شركة بيركشاير هاثاواي لسنة 2011.

غالباً ما يوصف الإستثمار بأنه عملية تخصيص للأموال الآن على أمل الحصول على المزيد من الأموال في المستقبل. وبشكل أكثر إيجازاً، فإن الإستثمار هو التخلي عن الإستهلاك الآن من أجل الحصول على القدرة على إستهلاك المزيد في وقت لاحق. أنواع الإستثمار كثيرة ومتنوعة. هناك ثلاث فئات رئيسية ومن المهم فهم خصائص كل منها.

1. الإستثمارات المقوّمة بعملة معينة

الإستثمارات المقوّمة بعملة معينة تشمل السندات والرهونات والودائع البنكية والنقد. وينظر إلى معظم هذه الإستثمارات القائمة على العملة على إنها ’آمنة.‘ وفي الحقيقة هي من أخطر الأصول. وعلى مدى القرن الماضي، دمرت هذه الأدوات القوة الشرائية للمستثمرين في العديد من البلدان، حتى مع إستمرار حامليها بتلقي الفائدة وأصل الدين بمواعيدها. علاوة على ذلك، فإن هذه النتيجة القبيحة سوف تتكرر إلى الأبد.

تحدد الحكومات القيمة النهائية للأموال، وقد تؤدي القوى النظامية في بعض الأحيان إلى إنجذابها إلى السياسات التضخمية. ومن وقت لآخر تخرج مثل هذه السياسات عن نطاق السيطرة. وحتى في الولايات المتحدة، حيث الرغبة في عملة مستقرة قوية، إنخفضت قيمة الدولار بنسبة مذهلة بلغت 90% منذ عام 1965 وحتى سنة 2024. فيتطلب الأمر اليوم في 2024 حوالي 10 دولارات لشراء ما كان ممكن شراؤه بدولار واحد في ذلك الوقت.

2. الإستثمار في أصول غير منتجة

أما الفئة الرئيسية الثانية من الإستثمارات فتتضمن أصولاً لن تنتج أي شيء أبداً، ولكن يتم شراؤها على أمل أن يدفع شخص آخر ــ الذي يعلم أيضاً أن الأصول سوف تظل غير منتجة إلى الأبد ــ المزيد في مقابل هذه الأصول في المستقبل. يتطلب هذا النوع من الإستثمار مجموعة متزايدة من المشترين، الذين بدورهم يتم إغراؤهم لأنهم يعتقدون أن مجموعة الشراء سوف تتوسع بشكل أكبر. ولا يستلهم المالكون ما يمكن أن تنتجه الأصول نفسها – فهي ستظل بلا حياة إلى الأبد – بل يستمدون الإلهام من الإعتقاد بأن الآخرين سوف يرغبون فيها بشدة أكبر في المستقبل.

والأصل الرئيسي في هذه الفئة هو الذهب (والبيتكوين وجميع العملات المشفرة والNFT الخ)، وهو المفضل لدى المستثمرين الذين يخشون كل الأصول الأخرى تقريباً، وخاصة النقود الورقية (التي من حقهم أن يخافوا من قيمتها). ومع ذلك، فإن الذهب يعاني من عيبين كبيرين: فهو ليس ذا فائدة كبيرة ولا يتكاثر. صحيح أن الذهب يتمتع ببعض الفوائد الصناعية والزخرفية، لكن الطلب على هذه الأغراض محدود وغير قادر على إستيعاب الإنتاج الجديد. وفي الوقت نفسه، إذا كنت تمتلك كيلوغرام واحد من الذهب في أول الخلق، فسوف تظل تمتلك كيلوغرام واحد في نهايته.

3. الإستثمار في أصول منتجة

تتمتع الفئتان الأوليتان لدينا بأقصى قدر من الشعبية في ذروة الخوف: الرعب الناتج عن الإنهيار الإقتصادي يدفع الأفراد إلى الأصول القائمة على العملة، والخوف من إنهيار العملة يعزز الحركة إلى الأصول العقيمة مثل الذهب. أما الفئة الثالثة (التي نفضّلها) فهي الإستثمار في الأصول المنتجة، سواء كانت أعمالاً تجارية (كالأسهم)، أو مزارع، أو عقار. وستظل هذه الإستثمارات متفوّقة على الأصول الغير المنتجة أو القائمة على العملة. فنعتقد أنه على مدى أي فترة زمنية ممتدة، ستثبت هذه الفئة من الإستثمار أنها الفائز الجامح من بين الفئات الثلاثة التي قمنا بفحصها. والأهم من ذلك أنها ستكون الأكثر أماناً على الإطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top