كيف يرتفع سوق الأسهم الأمريكية دائماً: أسرار النجاح والإزدهار

.مؤشر داو جونز الصناعي من يناير 1915 (يسار) وحتى مارس 2024 (يمين)

هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘  بقلم جي ال كولينز.

ألق نظرة على هذا الرسم البياني الخاص بتاريخ سوق الأوراق المالية الأمريكية. سوف تلاحظ شيئين رئيسيين:

  1. من خلال كارثة تلو الأخرى، يشقّ السوق طريقه دائماً إلى الأعلى بمرور الوقت.
  2. إنها رحلة عاصفة على طول الطريق­

لفهم سبب إرتفاع السوق دائماً، نحتاج إلى إلقاء نظرة فاحصة على ماهيّة السوق فعلياً. فالشركات المدرجة هي الشركات التي تصدر الأسهم التي يمكن شراؤها من قبل الأفراد والمنظمات. وعندما تشتري أسهماً في شركة ما، فإنك تمتلك جزءاً من تلك الشركة. ويتكوّن سوق الأوراق المالية من جميع الشركات المدرجة التي يتم تداول أسهمها علناً.

في عام 1896، إختار شارلز داو 12 سهماً من الشركات الأمريكية الرائدة لإنشاء مؤشره الشهير ’داو جونز الصناعي.‘ ويتألف اليوم من 30 شركة أمريكية كبيرة. وبعدها في عام 1957 أنشأت شركة ستاندرد وبورز مؤشرهم الشهير ’ستاندرد وبورز 500‘ لأكبر 500 شركة أمريكية. والأهم من كل هذا، في عام 1976، أطلق جون بوجل، مؤسس مجموعة فانغارد، أول صندوق مؤشر في العالم يتبع مؤشر ستاندرد وبورز 500 والذي يسمح للمستثمرين بإمتلاك أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية في صندوق واحد منخفض التكلفة. وأصبح هذا الصندوق، على الفور، أفضل أداة للإستفادة من صعود السوق المستمر.

والآن نحن نعرف ما هو سوق الأسهم فعلياً ويمكننا أن نرى من الرسم البياني أنه يرتفع دائماً. دعونا نتوقف لحظة للتفكير: ما السبب وراء ذلك؟ هناك سببان أساسيان:

1. السوق ينظّف نفسه بنفسه

ألق نظرة على ال30 شركة في مؤشر داو جونز الصناعي. خمّن كم من ال12 شركة الأصلية لا تزال موجودة فيه؟ الإجابة هي ولا واحدة. آخر شركة من المكوّنات الأصلية للمؤشر هي جينيرال الكتريك وتم حذفها منه في سنة 2018. وفي الواقع، فإن معظم الشركات الثلاثين الموجودة اليوم لم تكن موجودة عندما تم إنشاء المؤشر لأول مرة. لقد ذهبت معظم الشركات الأصلية أو تحولت إلى شيء جديد. وهذه نقطة أساسية: السوق ليس راكداً، الشركات تتلاشى بشكل روتيني ويتم إستبدالها بدماء جديدة.

بالإضافة، ما هو أسوأ أداء يمكن أن يقدّمه السهم السيئ؟ من الممكن أن يخسر 100% من قيمته وينخفض سعر السهم إلى الصفر. وبعد ذلك، بطبيعة الحال، يختفي ولا يُسمع منه مرة أخرى. أما في الجانب الآخر، ما هو أفضل أداء يمكن أن يقدمه السهم؟ 100%؟ أو 200%؟ أو 1000%؟ أو حتى 10،000% أو أكثر! لا يوجد حد للصعود. والنتيجة الصافية هي تحيّز تصاعدي قوي.

فإذا نظرت إلى جميع الأسهم المدرجة ستجد أن مع تلاشي بعض النجوم، تنطلق شركات جديدة وتنمو وتزدهر وتطرح للإكتتاب العام. فعملية إستبدال الموتى والمحتضرين بالجدد هي ما يجعل السوق يطهّر نفسه ذاتياً.

2. إن إمتلاك الأسهم هو إمتلاك جزء من شركات حيّة وديناميكية، التي تسعى كل منها إلى النجاح.

عندما تمتلك أسهماَ فإنك تمتلك جزء من شركات مليئة بالأشخاص الذين يعملون بلا نهاية لتوسيع قاعدة عملائهم وخدمتهم. إنهم يتنافسون في بيئة لا ترحم حيث تكافئ أولئك الذين يستطيعون تحقيق ذلك وتتجاهل أولئك الذين لا يستطيعون. هذه الديناميكية المكثّفة هي التي تجعل الأسهم والشركات التي تمثلها أقوى وأنجح فئة إستثمارية في التاريخ.

إذن فلدينا الآن هذه الأداة الرائعة لبناء الثروة والتي تسير صعوداً بلا توقف ولكنها تتسبب في خسارة العديد من الأشخاص لأموالهم في السوق.  كيف يعقل ذلك؟ سوف نتحدث عن هذا الموضوع في مقال لاحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top