هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الدليل الإستثماري الوحيد الذي ستحتاجه على الإطلاق‘‘ بقلم أندرو توبياس.
هناك أفراد نادرون يستطيعون التفوّق على السوق بإستمرار. بيتر لينش. وارين بافيت. يمكنك أن تقرأ كتباً عن لينش، الذي أدار صندوق ماجلان التابع لشركة فيديليتي بنجاح مذهل، أو عن بافيت، الذي أصبح أغنى رجل في العالم. ولكن معرفة كيف يفعلون ذلك يختلف عن القدرة على القيام بذلك بنفسك. كما أنها لن تساعدك على الأرجح في العثور على بيتر لينش التالي أو وارين بافيت التالي.
لسوء الحظ، فإن إختيار مستشار إستثماري رابح، حتى لو كنت تستطيع تحمّل تكاليف خدماته، ليس أسهل بكثير من إختيار سهم رابح. بل إن اختيار الوسيط الرابح أصعب. فعلى عكس المستشارين الإستثماريين، يقضي الوسطاء معظم وقتهم على الهاتف في البيع للعملاء الجدد، أو التملّق للعملاء القدامى، أو التحدّث في الرياضة، أو الحديث في السياسة، أو تقديم الأعذار للتوصيات التي لم تنجح – أو التعامل مع الأعمال الورقية، والتأكّد من إتمام الصفقات، وتسوية مشاكل المكاتب الخلفية. ليس لديهم الكثير من الوقت للبحث عن القيم الإستثنائية أو صياغة وجهات نظر إقتصادية ومالية واسعة، كما يفعل مستشارو الإستثمار ومديرو الأموال نظرياً.
وعلى عكس مستشاري الإستثمار، الذين يتقاضون رسوماً سنوية محدّدة مقابل خدماتهم، يستجيب الوسطاء للحوافز. وعلى الرغم من حرص الوسيط على أن يرى حسابك يزدهر، فإن مصلحته الأولى هي إطعام أسرته. وربما الوصول إلى مستوى المكافأة في نهاية الشهر التي ستدفع ثمن رحلة إلى عالم ديزني. إنه حريص مثل أي بائع على أن تكون راضياً عن عملية الشراء – بل أكثر من ذلك، لأنه كلما كان أداؤك أفضل، كلما كان لديك المزيد من المال لإجراء عمليات شراء مستقبلية – ولكن إهتمامه الأول هو إجراء عملية البيع. لن يخبرك بذلك أبداً، ولكن يجب ألا تنسى ذلك أبداً.