هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الدليل الإستثماري الوحيد الذي ستحتاجه على الإطلاق‘‘ بقلم أندرو توبياس.
إن سوق الأوراق المالية لا يمكن أن يكون أكثر بساطة. فهناك طريقتان فقط يمكن أن يتجه بهما السهم: إما أن يرتفع أو يهبط. وهناك عاطفتان فقط تجذبان في هذين الإتجاهين المتعارضين: الجشع والخوف. وهناك طريقتان فقط لكسب المال من الأسهم: التوزيعات الدورية (سنوية أو نصف سنوية أو ربعية) وأرباح البيع.
وهناك نوعان فقط من المستثمرين في السوق: ’’الجمهور،‘‘ مثلك ومثلي؛ ’’والمؤسسات،‘‘ مثل صناديق الإستثمار المشترك وصناديق التقاعد وصناديق التحوّط. إنه الهواة ضد المحترفين، وليس من الواضح من الذي يتمتع بالميزة. وكثيراً ما يخسر الطرفان.
والخلاصة، إذا أردنا أن نصل إلى النقطة الرئيسية، هي أن أغلب الناس ينبغي لهم أن يستثمروا في سوق الأسهم من خلال صناديق المؤشرات الخالية من الرسوم ــ صناديق الإستثمار المشترك التي لا تحاول بنشاط إختيار أفضل الأسهم، بل تستثمر بشكل سلبي في كل الأسهم المدرجة في المؤشر الذي صمّمت لتتناسب معه. وإذا فعلت ذلك، فسوف تتفوّق على ما لا يقل عن 90% من أصدقائك وجيرانك ــ بما في ذلك العديد من الذين يعملون بجهد أكبر منك في هذا المجال.
ولكن إذا قررت أن تخوض التجربة بمفردك، إما لأنك تعتقد أنك قادر على التغلّب على المحترفين أو لأن المحاولة ممتعة، فاقرأ ما يلي:
ما قيمة السهم؟ سيخبرك خبراء السوق أن قيمة السهم تساوي أي مبلغ يرغب الناس في دفعه مقابله. يتحدّد السعر وفقاً للعرض والطلب. إذا أراد الكثير من الناس شراءه، فسوف يكون سعره مرتفعاً للغاية. وإذا تجاهله الجميع، فلن يكون له قيمة تذكر. ولكن من السذاجة أن نقول إن قيمة السهم تساوي أي مبلغ يدفعه الناس في مقابله، لأن ما قد يرغب الناس في دفعه في مقابله يعتمد على ما يعتقدون أنه يستحقه. وهذا تعريف دائري، يستخدم لتبرير الحماقة المالية وليس كوسيلة عقلانية لتقييم القيمة.
إن حصة الأسهم لا تمنح مالكها سوى حصة من الأرباح الحالية والمستقبلية (أو في حالة الإفلاس أو الإستحواذ من قبل شركة أخرى، حصة من الأصول). وفي حين أن شركتين متساويتين في الأرباح والأصول والتوقّعات لا ينبغي أن تكون لهما قيم مختلفة إلى حد كبير، إلا أنهما تختلفان في الواقع. إن الخبير المخضرم في السوق سوف يتفق معك على أن هذا أمر غير عقلاني، ولكنه سوف يسألك ضاحكاً: ’’من قال إن سوق الأوراق المالية عقلاني؟‘‘
ولكن هناك خبراء آخرون في السوق يعتقدون أن العقلانية تؤتي ثمارها في السوق على المدى الطويل. ويقولون إن الفقاعات سوف تنفجر عاجلاً أم آجلاً؛ وسوف يتم الإعتراف بالصفقات الرابحة عاجلاً أم آجلاً. ولا يمكن لأي شركة أن تزدهر إلى الأبد دون أن يستفيد مساهموها في مرحلة ما من إزدهارها.
في الواقع، إذا كان السوق مدفوع بالجشع غير العقلاني والخوف إلى الإفراط في المبالغة في التقييم أو التقليل منه، كما هو الحال بالتأكيد، فإن الرجل العقلاني، كما يقولون، الذي يرى هذه التجاوزات على حقيقتها، هو الذي سيشتري الأسهم المقوّمة بأقل من قيمتها بشكل مفرط، وخاصة عندما يكون السوق ككل في حالة ركود؛ ويبيع الأسهم المقوّمة بأكثر من قيمتها بشكل مفرط، وخاصة عندما يكون السوق ككل في إرتفاع. وبالتالي قد يستفيد من التقلّبات بينهما.
إن كل هذا يفترض أن الرجل العقلاني قادر على تحديد القيمة ’’الحقيقية‘‘ للسهم. والواقع أن الرجال العقلانيين يختلفون. ذلك أن التوقّعات المستقبلية للشركة ــ وحتى أرباحها الحالية ــ مفتوحة أمام تقييمات متباينة على نطاق واسع. في وول ستريت، ليس من المستحيل الإستفادة من عدم عقلانية سوق الأوراق المالية، إذا كنت تتمتع بعين ثاقبة للقيمة، وأعصاب من فولاذ، وعقل متّزن – ولكن فقط مع الرؤية المتأخرة يصبح الأمر سهلاً.