هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘ بقلم جي ال كولينز.
يمكنك أن تنفق 4% سنوياً. ربّما أكثر.
لقد إتّبعت المسار الذي نوصي به:
- لقد تجنّبت الديون.
- لقد أنفقت أقل مما كسبت.
- لقد إستثمرت الفائض.
أنت الآن تتابع أصولك وتتساءل عن المبلغ الذي يمكنك إنفاقه كل عام بشرط عدم نفاده. قد يكون هذا أمراً مرهقاً ولكنه يجب أن يكون ممتعاً. ليس من الضروري أن تكون قد قرأت كثيراً في أدبيات التقاعد لتتعرف على ’قاعدة ال4٪.‘ على عكس معظم النصائح الشائعة، فإن هذه النصيحة تصمد بشكل جيّد أمام التدقيق.
في عام 1998، جلس ثلاثة أساتذة من جامعة ترينيتي (في الولايات المتحدة الأمريكية) وقاموا بإجراء مجموعة من الحسابات. لقد سألوا بشكل أساسي عمّا يمكن أن يحدث بمعدّلات مئوية مختلفة للسحب على محافظ مختلفة، تحتوي كل منها على مزيج من الأسهم (مكوّنة من مؤشر ستاندارد وبورز 500 للأسهم الأمريكية) والسندات، على مدى فترات 30 عاماً بدءاً من السنة التي بدأت فيها عمليات السحب. لقد قاموا بدراسة السيناريوهات الخاصة بهم لتعديل مستويات السحب وفقاً للتضخم وعدمه. ثم قاموا بتحديثه في عام 2009.
من بين عشرات الخيارات في الدراسة، أود أن ألفت إنتباهكم إلى واحدة فقط من هذه الخيارات: معدّل السحب 4% سنوياً، نسبة الأسهم (الأمريكية) 100%، نسبة السندات 0%، مع أخذ التضخم بعين الإعتبار. وكما تبين، في 98% من الحالات، في نهاية الثلاثين عاماً، ظلّت هذه المحفظة سليمة. وبعبارة أخرى، هناك فرصة بنسبة 2٪ فقط لفشل هذه الإستراتيجية وتركك معدماً في سن الشيخوخة. ولكن في الكثير من الأحيان، نمت الأموال المتبقية في المحفظة إلى مستويات مذهلة.
فكّر في ذلك للحظة. ما يعنيه هذا السطر الأخير هو أنه في معظم الحالات، كان بإمكان الأشخاص الذين يمتلكون هذه المحافظ أن يحصلوا على 5، أو6، أو7٪ سنوياً والبقاء على ما يرام. في الواقع، إذا تخلّيت عن الزيادات التضخمية وسحبت 7% كل عام، كنت ستحقق أداءً جيداً في 87% من الحالات.
في معظم الأحيان، فإن أخذ 4٪ سنوياً فقط يعني في نهاية أيامك أنك تركت دلاء من المال على الطاولة لورثتك. خبر جيّد إذا هذا كان هدفك. إنها أيضاً أخبار رائعة إذا كنت تتوقّع العيش على محفظتك الإستثمارية لمدة تزيد عن 30 عاماً. وإذا سحبت 3% فقط من محفظتك سنوياً، مع أخذ التضخم بعين الإعتبار، فنسبة النجاح ترتفع إلى 100% لهذه المحفظة.
خلاصة الموضوع:
- يعدّ سحب 3٪ أو أقل سنوياً بمثابة رهان أكيد مثل أي شيء في هذه الحياة.
- إبتعد أكثر من 7٪ سنوياً وسيشمل مستقبلك التقشّف.
- تعتبر الأسهم شديدة الأهمية لمعدّل بقاء المحفظة.
- يقترح مؤلفو الدراسة أنه يمكنك سحب ما يصل إلى 7٪ سنوياً طالما أنك تظل في حالة تأهب ومرونة. وهذا يعني أنه إذا شهد السوق تراجعاً كبيراً، فقلّل من عمليات السحب والإنفاق حتى يتعافى.
الأمر الأكثر أهمية هو إستخدام صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة لبناء محفظتك الإستثمارية. ولكن عندما تبدأ في دفع رسوم تتراوح من 1% إلى 2% سنوياً لمديري صناديق الإستثمار النشطين و/أو مستشاري الإستثمار، فإن كل هذه الإفتراضات المبهجة تنتهي في سلة المهملات. وبعبارة أخرى، فإن إستخدام توقعات دراسة جامعة ترينيتي مع المحافظ المبنية على أي شيء آخر غير صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة يعدّ غير صالح.
ضمن نطاق ال3% إلى 7% سنوياً، فإن مفتاح إختيار معدّل السحب الخاص بك لا يتعلّق بالأرقام بقدر ما هو يتعلّق بالمرونة الشخصية. إذا كان بإمكانك بسهولة تعديل نفقات معيشتك حسب الحاجة، والعثور على عمل لتكملة دخلك و/أو كنت مستعدّاً وقادراً على الإنتقال بشكل مريح إلى أماكن أقل تكلفة، فستحصل على تقاعد أكثر أماناً بغض النظر عن المعدّل الذي تختاره.
4% سنوياً هي مجرد قاعدة إرشادية. المرونة المعقولة هي ما يوفر الأمن. يرجى قراءة دليلنا للسحب الآمن في مقالنا اللاحق.
ملاحظة: تمّت دراسة جامعة ترينيتي على الأسهم الأمريكية وليس على سهمنا VWRA للأسهم العالمية الموصى به. ولذلك الحذر مطلوب عند إتّباع نصيحتنا في هذه المقالة.
