عودة البيتكوين: إرتفاع قياسي وآفاق المستقبل

هذا المقال مقتبس من صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 05 مارس 2024.

وصلت عملة البيتكوين إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 69 ألف دولار وهذا يمثل عودة مميزة للعملة المتقلّبة بعد أن غرقت قيمتها في سنة 2022 وسط إنهيار السوق. لقد إرتفع سعر البيتكوين بأكثر من 300 بالمئة من شهر نوفمبر 2022 عندما إنخفض سعرها تحت عتبة ال20 ألف دولار.

كان الإرتفاع الأخير في عملة البيتكوين مدفوعاً بحماس المستثمرين لمنتج مالي جديد مرتبط بالعملة الرقمية. في شهر يناير، أذنت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية بطرح صناديق إستثمارية متداولة في البورصة والتي تتبع سعر البيتكوين. توفر هذه الصناديق طريقة بسيطة للأشخاص للإستثمار في أسواق العملات المشفرة دون إمتلاك العملة الإفتراضية بشكل مباشر.

كما إرتفع سعر الأثيريوم، ثاني أهم العملات الرقمية بعد البيتكوين، بأكثر من 50 بالمئة هذا العام ليصل إلى نحو 3,800 دولار. وكانت الزيادة مدفوعة جزئيًا بالحماس بشأن إحتمال موافقة المنظمين أيضاً على صناديق الإستثمار المتداولة المرتبطة بالإيثر. لكن العملات المشفرة تظل متقلبة. فبعد دقائق قليلة من تسجيل الرقم القياسي، إنخفض سعر البيتكوين إلى حوالي 67,500 دولار.

تم إختراع عملة البيتكوين في أعقاب الأزمة المالية عام 2008 من قبل مطوّر غامض يستخدم إسم مستعار: ساتوشي ناكاموتو. تم تصوّر العملة الرقمية في الأصل كبديل لامركزي للنظام المالي التقليدي، وسيلة للناس لتبادل الأموال دون الإعتماد على البنوك أو الوسطاء الآخرين. ولكن مع إرتفاع قيمة البيتكوين، أصبحت وسيلة للمضاربة. إرتفع سعر العملة بسرعة، قبل أن ينخفض بنفس السرعة، مما أدى إلى ظهور مليونيرات جدد في يوم ومحو مدخراتهم في اليوم التالي.

بدأت حظوظ الصناعة في التحسن عندما سمح مؤخراً للشركات بتقديم صناديق الإستثمار المتداولة للبيتكوين. صناديق الإستثمار المتداولة هي في الأساس سلة من الأصول مقسمة إلى أسهم. ويقوم المستثمرون بشراء الأسهم في السلة، بدلاً من إمتلاك الأصول مباشرة. في عالم العملات المشفرة، يعني ذلك أن المستثمرين يمكنهم التعرض للبيتكوين دون إتقان التفاصيل الفنية لمحفظة العملات الرقمية، أو تكليف مبالغ كبيرة من المال لشركات مشبوهة أو متقلبة. تقدم الشركات المالية العملاقة مثل بلاكروك وفيديلتي منتجات إستثمار البيتكوين، مما يوفر قدرآ من الإستقرار لصناعة متقلبة.

أما ما أفضّله شخصياً (وكنت تعلم أن هذا سيأتي)، هو الإبتعاد عن البيتكوين وباقي العملات المشفرة بالمرة لأنها أصول عقيمة، لا حياة لها، ولا تنتج أي شيء أبداً، والتوجه في المقابل إلى الإستثمار في الأصول المنتجة كالأسهم والعقار. ولكن إن كنت تحب المضاربة (أو المقامرة)، فحاول ألّا تتعدى محفظة العملات المشفرة لديك عتبة ال5 بالمئة (أو أقل) من إجمالي محفظتك الإستثمارية لتتمكن من المحافظة على ثروتك في حال هبطت بشكل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top