هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘ بقلم جي ال كولينز.
بينما لم يفعل أحد ذلك على الإطلاق، إذا سألني أحد ما هو الشيء الوحيد الذي أعاق نمو ثروتي الشخصية، سيكون الجواب هو جهلي التام بمفهوم صناديق المؤشرات لعدد طويل من السنوات. أسس جون بوجل مجموعة فانغارد في عام 1974. إنه مبتكر صندوق المؤشر المنخفض التكلفة وبطلي الشخصي. وإذا كنت تطمح أن تكون ثرياً ومستقلاً مالياً، فيجب أن يكون بطلُك أيضاً.
قبل السيد بوجل، تم إنشاء الصناعة المالية بشكل شبه حصري لإثراء أولئك الذين يبيعون المنتجات المالية على حساب عملائهم. ولا يزال الأمر كذلك في الغالب. ثم جاء السيد بوجل وكشف أن إختيار الأسهم والمشورة لا قيمة لها في أحسن الأحوال، وضارة في أسوأ الأحوال، ودائماً ما تشكل عائقاً مكلفاً لنمو ثروتك.
أنشأ السيد بوجل أول صندوق مؤشر S&P500 والذي إستمر في إثبات نظرياته في العالم الحقيقي. ومع مرور السنين وتراكم الأدلة بشكل متزايد، بدأ منتقدوه في تخفيف أصواتهم. حتى أن الشركات الإستثمارية الأخرى، التي أدركت أن الناس أصبحوا أقل إستعداداً لقبول رسوم مرتفعة مقابل أداء مشكوك فيه، بدأت في تقديم صناديق المؤشرات الخاصة بها المنخفضة التكلفة في محاولة لمنع عملائها من الخروج من الباب.
المفهوم الأساسي وراء فانغارد هو أن مصالح شركة الإستثمار يجب أن تتماشى مع مصالح عملائها. كانت هذه فكرة مذهلة في ذلك الوقت، وهي الشركة الوحيدة حتى يومنا هذا، ولهذا السبب هي الشركة الوحيدة التي أوصي بها.
والمفهوم الأساسي وراء صناديق المؤشر هو أنه نظراً لأن إحتمالات إختيار الأسهم التي تتفوّق في الأداء صغيرة جداً، فسيتم تحقيق نتائج أفضل من خلال شراء كل سهم في مؤشر معيّن. على نحو متزايد على مدى العقود الخمسة الماضية، تم تأكيد حقيقة فكرة بوجل مراراً وتكراراً. ومع هذا التأكيد، إستمرت مبالغ الأموال المستثمرة في صناديق المؤشرات في إكتساب حصة سوقية أكبر.
حتى وارين بافيت، الذي ربما يكون مستثمر الأسهم الأكثر نجاحاً في التاريخ، قد سجّل توصيته بصناديق المؤشر، خصيصاً لميراث زوجته بعد وفاته. فيقول في رسالته السنوية لمساهمي شركة بيركشاير هاثاواي لسنة 2013:
’’نصيحتي … لا يمكن أن تكون أكثر بساطة: ضع 10% من الأموال النقدية في سندات حكومية قصيرة الأجل و90% في صندوق مؤشر ستاندرد وبورز 500 المنخفض التكلفة. (أقترح فانغارد.) أعتقد أن النتائج الطويلة المدى التي ستحققها هذه السياسة ستتفوّق على تلك التي يحققها معظم المستثمرين – سواء صناديق التقاعد أو المؤسسات أو الأفراد – الذين يوظّفون مديرين ذوي رسوم عالية.‘‘
ومع تراكم كل هذه الأدلة، لماذا لا يزال البعض يهاجمون مفهوم صناديق المؤشر؟ يتلخّص الأمر في جشع الإنسان وعلم النفس والمال. بإختصار، هناك الكثير من الأموال التي يمكن جنيها، وهناك الكثير من الضعف في النفس البشرية بحيث لا يمكن لصناديق الأسهم الفعّالة ومديريها أن يختفوا على الإطلاق. تعمل الصناعة المالية على إنشاء منتجات جديدة بلا توقف لبيعها عليك، حتى عندما يغلقون بشكل منهجي وبهدوء أولئك الذين فشلوا (الذي يعمل على جعل سجلهم الحافل يبدو أفضل). لكن لا تخطئ، فإن الهدف دائماً هو ملء جيوبهم، وليس جيبك.
نصيحتي: إستخدم صناديق المؤشر والشركة التي أنشأها بوجل وإحتفظ بما هو لك.