هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘ بقلم جي ال كولينز.
وصل مؤشر ستاندرد وبورز الأمريكي إلى مستوى قياسي وتخطى حاجز ال5 آلاف نقطة للمرة الأولى في فبراير 2024. سواء كنت تفكّر في إستثمار أموال جديدة وصلت إليك، أو تفكّر في بيع أسهمك الحالية والبقاء على الهامش لفترة من الوقت، فإن مثل هذه الأوقات هي التي تختبر مبادئك ومعتقداتك الإستثمارية الأساسية.
فيما يلي بعض من مبادئي ومعتقداتي الإستثمارية:
1. ببساطة، ليس من الممكن توقيت السوق. فلا أحد يعلم متى سيصعد السوق أو متى سينخفض، بغض النظر عمّن يزعم أنه يستطيع.
2. سوق الأسهم (الأمريكي) هو أقوى أداة لبناء الثروة على الإطلاق.
3. يرتفع السوق (الأمريكي) دائماً ولكنها رحلة جامحة على طول الطريق.
4. وبما أننا لا نستطيع التنبؤ بهذه التقلّبات، فإننا بحاجة إلى التحلي بالقوة الذهنية للتغلب عليها.
5. أريد أن تعمل أموالي بأقصى جهد ممكن، في أقرب وقت ممكن.
6. الخوف مفهوم تماماً. لا أحد يريد أن يخسر المال. ولكن حتى تتقنه، سيكون هذا الخوف مميتاً لثروتك لأنه سوف يمنعك من الإستثمار. ولكن بمجرد أن تستثمر، سوف يجعلك تهرب في حالة من الذعر في كل مرة ينخفض فيها السوق. وثق تماماً بأن السوق سينخفض مراراً وتكراراً في مسيرته المتواصلة نحو الأعلى. لعنة الخوف هي أنها ستدفعك إلى الذعر والبيع في الوقت الذي يجب أن تحتفظ فيه بأسهمك.
سوق الأسهم متقلّب. تعتبر التصحيحات والتراجعات وحتى الإنهيارات طبيعية تماماً. لا أحد منهم يمثل نهاية العالم ولا أحد منهم يمثل نهاية صعود السوق المستمر. إنهم جميعاً، كل واحد منهم، أجزاء متوقعة من العملية الإستثمارية.
7. هناك إنهيار كبير في السوق قادم، وآخر بعد ذلك. على مدى العقود التي ستستثمر فيها، سيحدث أيضاً عدد لا يحصى من التصحيحات والتراجعات الصغيرة. يعد تعلّم التعايش مع هذا الواقع أمراً بالغ الأهمية للإستثمار الناجح على المدى البعيد. والإستثمار الناجح هو بحكم تعريفه طويل الأجل. أي إستثمار يتم على المدى القصير هو مضاربة وليس إستثمار.
لذلك، إذا علمنا أن الإنهيار قادم، فلماذا لا ننتظر للإستثمار؟ أو، إذا كنت تستثمر حالياً، فلماذا لا تبيع، وتنتظر الإنهيار ثم تعود مرة أخرى؟ الجواب ببساطة هو أننا لا نعرف متى سيحدث الإنهيار أو متى سينتهي. ولا أحد يعلم.
8. تاريخياً، سوق الأوراق المالية (الأمريكية) يرتفع دائماً على المدى الطويل. هناك أسباب قوية لذلك. ومع ذلك، هذا لا يقول شيئاً عمّا ستحمله الأيام أو الأسابيع أو حتى السنوات القليلة القادمة. لتلعب لعبة توقيت السوق بشكل جيد ولو لمرة واحدة، عليك أن تكون على حق مرّتين: أولاً عليك التعرف على السعر المرتفع وتبيع، وبعد ذلك عليك التعرف على السعر المنخفض وتشتري. ويجب أن تكون قادراً على القيام بذلك بشكل متكرر.
توقيت السوق هي لعبة لا يمكن الفوز بها. كيف نعلم؟ لأن الشخص الذي يمكنه القيام بذلك بشكل موثوق سيكون أغنى رجل في العالم بلا منازع. لا شيء، وأعني لا شيء، سيكون مربحاً أكثر من هذه القدرة. هذا ما يجعلها مغرية للغاية.
وبالتالي فإن السؤال ليس ’’هل أستثمر في الأسهم الآن؟‘‘ بل ’’هل أستثمر في الأسهم على الإطلاق؟‘‘ إلى أن تتمكن من التصالح مع الحقائق القاسية المذكورة أعلاه، فإن الإجابة هي لا. إلى أن تكون متأكداً تماماً من أنه يمكنك رؤية ثروتك تنخفض إلى النصف وتستمر في الإستثمار، فالإجابة هي لا. إلى أن تشعر بالإرتياح تجاه المخاطر التي تأتي مع المكافآت التي تسعى إليها، فالإجابة هي لا.
في النهاية، أنت فقط من يقرر.