هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الدليل الإستثماري الوحيد الذي ستحتاجه على الإطلاق‘‘ بقلم أندرو توبياس.
فيما يلي الطريقة الأكثر منطقية بالنسبة لمعظم الناس للإستثمار في الأسهم:
1. إستثمر فقط الأموال التي لن تضطر إلى لمسها لسنوات عديدة. إذا لم يكن لديك مال من هذا القبيل، فلا تشتري الأسهم. إن الأشخاص الذين يشترون الأسهم عندما يحصلون على مكافآتهم ويبيعونها عندما يحتاجون إلى إستبدال سياراتهم هم بذلك يعهدون بقراراتهم الإستثمارية إلى سياراتهم.
2. إشترِ بسعر منخفض وبع بسعر مرتفع. أنت تضحك. ومع ذلك، فإن معظم الناس، ولا سيّما صغار المستثمرين، يتجنّبون السوق عندما يكون السوق في حالة سيئة ولا يغامرون بالعودة إليه إلا بعد أن يتعافى ويبدو، مرة أخرى، ’’معافى.‘‘ عندما يبدو السوق في أسوأ حالاته تكون الفرص أفضل، وعندما تبدو الأمور جيدة مرة أخرى تكون الفرص أقل والمخاطر أكبر.
وبما أننا جميعاً ممزّقون بين الطمع والخوف، فإننا نميل إلى فعل الشيء الخطأ. فعندما يغرق الإقتصاد بسرعة وتغرق الأسهم بشكل أسرع، نشعر بالخوف أكثر فأكثر. وأخيراً، ننسحب بإشمئزاز. من الأفضل أن نخرج بخسارة كبيرة، كما نقول لأنفسنا، بدلاً من مشاهدة ممتلكاتنا تختفي تماماً. في الواقع، بالطبع، هذا هو الوقت المناسب للدخول إلى السوق، وليس الخروج منه.
على نفس المنوال، تجنّب الإنجراف في الحماس عندما يتم الحكم على السوق بشكل عام بأنه في حالة جيدة، وعندما تكون متحمّساً للمكاسب في بعض الأسهم التي تمتلكها بالفعل، وعندما يتم التسليم عموماً بأن آفاق الإقتصاد مشرقة، وعندما يتحدث الناس عن إحتمال إختراق السوق لمستويات مرتفعة جديدة. في مثل هذه الأجواء يتوقع الناس أخباراً جيدة. إذا جاءت، فلن تحرّك السوق كثيراً لأنها كانت متوقعة على نطاق واسع. أما إذا جاءت الأخبار السيئة بدلاً من ذلك بالصدفة، فإن ذلك سيحرّك السوق – إلى الأسفل.
وسواء كان الأمر يتعلق بسهم فردي أو بالسوق ككل، اسأل نفسك دائماً أيّهما سيكون أكثر مفاجأة: الأخبار الجيدة أم السيئة. الأخبار المتوقعة ليس لها تأثير كبير – إن كان لها تأثير على الإطلاق – مثل الأخبار الغير المتوقعة. لذا بالنسبة لمعظم الناس، فإن الطريقة الأكثر عملية وحكمة لتجنّب الشراء عند قمم السوق والبيع عند القاع هي:
3. التنويع بمرور الوقت من خلال عدم الإستثمار دفعة واحدة. قم بتوزيع إستثماراتك على فترات متباعدة لتخفيف حدّة القمم والهبوط في السوق. إن الإستثمارات الدورية مدى الحياة – إضافة 100 دولار شهرياً أو 1000 دولار شهرياً أو أياً كان ما يمكنك تحمّله بشكل مريح – هي التذكرة للأمان المالي.
يمنحك الإستثمار الدوري الثابت أيضاً مزايا متوسط التكلفة بالدولار. بالمعنى الدقيق للكلمة، تتمثّل الفكرة في الإستثمار في الأسهم، أو في السوق، بمبالغ متساوية بالدولار على أساس منتظم – على سبيل المثال، 3,000 دولار يتم إرسالها إلى حساب الوساطة الخاص بك في نهاية كل عام. وبذلك ستشتري المزيد من الأسهم عندما يكون الصندوق منخفضاً وتشتري عدداً أقل عندما يكون مرتفعاً.
إن تحويل جزء من راتبك إلى السوق كل شهر هو نظام يسهّل عليك التعامل مع تراجعات السوق، لأنه يمكنك التركيز على أسعار الصفقات التي تحصل عليها مقابل أموالك المستثمرة حديثاً بدلاً من التركيز على ثروتك المتناقصة. ولكن إلى أن تمر بسوق هابطة كبيرة في الأسهم، لن تعرف على وجه اليقين أن كان لديك الإستقرار العاطفي للبقاء مع إستثماراتك عندما تعاني من إنخفاض كبير وطويل الأمد في الأسعار، كما سيحدث بشكل دوري بالتأكيد.
4. وبعد ذلك – في معظم الأحيان – التزم به. ومع تزايد إستثماراتك الدورية، تمسّك بها. وعلى العموم، بالنسبة لأموالك على المدى الطويل، فإن ”الشراء والإحتفاظ“ هو السبيل الأمثل.
5. قم بالتنويع على عدة أسهم في صناعات مختلفة. إذا كانت جميع أموالك تعتمد على سهمين أو ثلاثة أسهم، فأنت معرّض لمخاطر أكبر بكثير مما لو قمت بالتنويع على أكثر من 20 أو 30 سهماً. ونظراً لأن أسهم الشركات داخل نفس الصناعة تميل إلى التحرّك معاً، فلن تكون متنوّعاً حقاً إلا إذا إخترت من بين قطاعات مختلفة من الإقتصاد – والعالم.
ما هو أكثر من ذلك، إن نسبة كبيرة من مكاسب السوق جاءت من عدد صغير من الرابحين الكبار – مثل Apple وMicrosoft وNvidia وAlphabet (Google) وAmazon، على سبيل المثال. لذلك يمكنك أن تحاول العثور على هذه الأسهم مع إستبعاد بقية السوق، ولكنك ربما تفوتك هذه الأسهم. أو يمكنك أن تكتفي بشراء صناديق المؤشرات الواسعة جداً التي، على الرغم من أنها ستحقق أداءً ’’متوسطاً‘‘ فقط، إلا أنها ستضم هذه الأسهم الكبيرة في متوسطها بالتأكيد.
يعد برنامج الإستثمارات الدورية في صناديق المؤشرات بالنسبة لمعظم الناس أسهل الطرق وأكثرها عملية لتحقيق التنويع – وأكثرها حكمة.