صناديق المؤشر مقابل الصناديق النشطة: لماذا من الصعب التفوّق على السوق؟

هذا المقال مقتبس من كتاب ’’الطريق البسيط إلى الثروة‘‘  بقلم جي ال كولينز.

لا أنا ولا أنت نستطيع إختيار الأسهم الرابحة. ولكن لا تشعر بالسوء، حتى معظم المحترفين لا يستطيعون ذلك أيضاً. هنالك دائماً نقاشاً رائعاً بين الإستثمار في صناديق المؤشر والإستثمار في الصناديق المدارة بشكل نشط. بعد كل شيء، إذا تجنّبت أسهم الشركات الفاشلة فحسب، فسيكون أداؤك أفضل من المتوسط، أليس كذلك؟ كما رأينا في مقالنا الأخير، الأمر ليس بهذه السهولة.

التنبؤ بالمستقبل هو نشاط محفوف بالمخاطر حتى بالنسبة للمنجّمين الموهوبين. هل قراءة بعض الكتب عن الإستثمار والتقارير السنوية ستمنحني ميزة بطريقة أو بأخرى؟ ليس فقط على المحللين المحترفين الذين عاشوا وتنفسوا هذه الأشياء طوال اليوم وكل يوم، ولكن أيضاً على المديرين التنفيذيين الذين يديرون الشركات موضع التساؤل؟ هل يمكنني أن أنجح حيث لم يتمكنوا من ذلك؟

أدركت لماذا يجد مديرو الصناديق النجوم أنه من المستحيل تقريباً التغلب على المؤشر البسيط بمرور الوقت. ولماذا تم إنشاء ثروات من خلال الوساطة أكثر من خلال الإدارة. إنني أشعر بالحرج من الإقتراح القائل بأن المستثمر يمكنه قراءة بعض الكتب حول تقييم الأسهم ومن ثم القيام بتكرار نتائج بافيت. ربما يكون أفضل هؤلاء هو كتاب ’’المستثمر الذكي‘‘ بقلم معلّم وارين بافيت، بنجامين جراهام. إنه كتاب رائع، وإذا كان تحليل الأسهم يثير إهتمامك، فخذ الوقت الكافي لقراءته بكل تأكيد.

لكن تذكّر أنه عندما كتب هذا الكتاب في عام 1949، كان أول صندوق مؤشر خاص بجون بوجل لا يزال على بعد 25 عاماً. وحتى صناديق الإستثمار النشطة وقتها كانت قليلة ومتباعدة. كان تحليل وإختيار الأسهم الفردية في ذلك الوقت مهارة ضرورية ومفيدة أكثر بكثير. إن فكرة أن الأفراد يمكنهم التفوّق على السوق بسهولة هي فكرة محض هراء. لقد ظلّ الناس يحاولون منذ عقود، ومع ذلك، لا يزال هناك وارين واحد فقط.

بعد قراءة المقال الأخير، تعرف ما يوصي به وارين بافيت للمستثمرين الأفراد: صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة وواسعة النطاق. وجراهام، لو كان لا يزال على قيد الحياة، لكان سيفعل ذلك أيضاً. إذا اخترت محاولة التغلّب على المؤشرات، بارك الله فيك ووفّقك الله. قد تكون أكثر ذكاءً وموهبة مني. سأبحث عن إسمك مع إسم وارين في المستقبل غير البعيد. ولكن القليل من التواضع ممكن أن ينقذك وأموالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top